أنا سلفي!!أنا سلفي!! أنا سلفي!!
بقلم: نصر القفاص
قلت لا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية الأخيرة.. لكنني سلفي.. أرفض الخروج عن الحاكم عنفا.. لأنني سلفي.. أرفض خلط الدين بالدولة لأنني سلفي أدعو الأمة المصرية إلي العودة للسلفية.. وإن حاولتم الفهم فعودوا إلي الدكتور أسامة القوصي ومن علي نهجه يعلنون اعتقادهم!!
أسامة القوصي واحد من أبناء مصر إدخرته الأقدار للحظة فارقة ومهمة وحاسمة.. العلم فنارته.. الدين قاعدة ينطلق منها إلي الحياة.. الشجاعة عنوانه.. الهدوء لونه.. الرصانة تأخذك إلي شاطئه.. هو مفتاح للدين.. هو عنوان للعقل إذا أراد أن يفهم الدين.. نحن يجب أن نصمت أمامه طويلا, ثم نتدبر الأمر وبعدها نناقشه.. أستطيع القول إنه مرحلة فارقة في هذا الزمان.. ليس شبيها بمن هم قبله.. لكن فكره يتطابق معهم.. فلا هو الشيخ محمد عبده في الزمن الحديث.. ولا هو أحمد حسن الباقوري.. وليس الشيخ عبد الحليم محمود.. وبالتأكيد لا أستطيع القول أنه الشيخ محمد متولي الشعراوي.. لكنه مجتهد مصري فهم الدين بالضرورة, واستطاع أن يهضمه ويقدمه ببساطة الصالحين من أهل العلم.
الدكتور أسامة القوصي عالم متمرد.. رجل دين محترم.. مواطن مسلم فهمته ماليزيا وأندونيسيا قبل أن يظهر.. هذا عنوان لتقدم حدث بالفعل.. سبقه في النهج مهاتير محمد لحظة أن انطلق من العاصمة كوالالامبور.. تأمل تجربة ميجاواتي سوكارنو في إندونيسيا.. يتوازي مع تجربة رجب طيب أردوغان في تركيا.. قل أنه يتقاطع معهم جميعا عند نقطة أن الإسلام دين علم وحياة وتطور وحداثة وعقل وفكر.. وليس دين صاحب غزوة الصناديق أو دين القائل: طظ.. ولا هو واحد من أهل دين الثلث الضامن.. كما أنه لا يمكن أن يكون ذي علاقة بدين أسامة بن لادن الذي شوه صورة الإسلام في عين الدنيا.. ولا هو واحد ذو صلة بهذا الذي يتفاخر بعد خروجه من السجن بإعلان ضرورة دفع المسيحيين الجزية!!
أسامة القوصي مواطن مصري أنفق من عمره في دراسة الطب.. أراد فهم الدين الإسلامي بشكله الصحيح.. وضع نفسه كبذرة في التربة الصالحة.. تطور بمثل ماتتطور كل بذرة.. منذ أن نبتت, مرورا بأن تشب عن الأرض.. إنتهاء بأن تصبح ثمرة.. فظهر في بر مصر المحروسة رجل علم يلبس ثوب الدين.. قل عنه رجل دين يملك عقلا علميا.. لونه وطعمه ورائحته فيها كل صفات مصر بما تعنيه الكلمة مما فيها من تاريخ.. وما تحمله من معني الجغرافيا.. المهم أنه يشبه المصريين جميعا.. فهو وسطي بقدر ما كرم الدين الإسلامي هذا الوطن.
الدكتور أسامة القوصي لحظة عقل في عين العاصفة.. عنوان للهدوء وسط مولد شعبي فيه سمات الموالد الشعبية.. هو عنوان تشم منه رائحة عمرو بن العاص.. يحمل قيمة وقامة كل رجل دين إسلامي يفهم معني الإسلام وأهمية مصر في التاريخ الإسلامي.. هو لحظة يجب أن نحترمها جميعا عندما يتعانق العلم مع الدين في سماحة.. وللدعابة فهو عكس التزاوج الذي حدث بين البيزنس والسياسة.. إن حدثك فهو يملك كل المنطق والعقل في ثوب الدين الإسلامي.. وإذا صمت فهو كل الدين الذي تفوح منه رائحة العلم والمنطق والتفكير.. وقل عني أنني سلفي لإيماني بأفكار وقيمة وقامة هذا الرجل.
أسامة القوصي الذي يفاخر بأنه سلفي أخذني معه إلي شاطيء الامان والسلفية.. فهو غير تلك الضحالة وصخور غزوة الصناديق المرتبكة.. فصاحب تلك الغزوة إمتلك الجرأة علي القول بأنه كان يطلق النكتة داخل المسجد.. لكن الدكتور أسامة القوصي يمتعك إن تحدث خارج المسجد.. يقنعك بمنطقه وعلمه مع دينه كلما ناقشته.. فلا هو أولئك الكذابون الذين يرفضون أنهم محظورون مع أنهم محظورون ولا يمشي في الأرض مرحا.. لإيمانه بأن الله لا يحب كل مختال فخور.. فهو عكس هذا الحاكم الذي اختال فقال: خليهم يتسلوا.. ولا هو هذا المرشد صاحب قولة طظ.. كما أنه ليس ذاك الرجل الذي يرتدي ثيابا لا علاقة لها بوطننا مصر.. كما أنه ليس مهرجا علي طريقة أولئك المراهقين الذين يتكسبون من الدين, ويكتسبون منه شهرتهم ونجوميتهم.. فهذا عالم مصري.. قيمة إسلامية.. مواطن طبيعي يملك جهازا عصبيا ونفسيا متوازنا.. عنوان لوطن قادم من رحم 25 يناير.. بدأ في قول كلمته.. أدعوكم لأن تستمعوا إليه.. وعلي نهجه أملك الجرأة والفخر بأن أقول: انني سلفي.